فصل: (المدثر: الآيات 16- 17):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

1- في قوله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} فن تقدم الإلماع إليه وهو (نفي الشيء بإيجابه) وهو أن يثبت المتكلم شيئا في ظاهر كلامه بشرط أن يكون المثبت مستعارا ثم ينفي ما هو من سببه مجازا والمنفي حقيقة في باطن الكلام وقد تحدثنا عنه طويلا في البقرة عند قوله لا يسألون الناس إلحافا وفي غافر عند قوله: {ولا شفيع يطاع} وهنا تعريف أكثر إيضاحا وهو أن تذكر كلاما يدل ظاهره أنه نفي لصفة موصوف وهي نفي للموصوف أصلا واعتاد البلاغيون أن يمثلوا له بقول امرئ القيس:
على لاحب لا يهتدى بمناره ** إذا سافه العود الديافي جرجرا

فقوله لا يهتدى لمناره أي إن له منارا إلا أنه لا يهتدى به وليس المراد ذلك بل المراد أنه لا منار له يهتدى به وهنا ليس المعنى أنهم يشفع لهم فلا تنفعهم شفاعة من يشفع لهم وإنما المعنى نفي الشفاعة فانتفى النفع أي لا شفاعة شافعين لهم فتنفعهم من باب: على لاحب لا يهتدي بمناره

أي لا منار له فيهتدي به وتخصيصهم بانتفاء شفاعة الشافعين يدل على أنه قد تكون شفاعات ينتفع بها.
2- في قوله: {كأنهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة} تشبيه مرسل، شبّههم بالحمر المستنفرة وفي ذلك مذمة ظاهرة وتهجين لحالهم وشهادة عليهم بالبله وقلة العقل ولا ترى مثل نفار حمر الوحش واطّرادها في العدو إذا رابها رائب. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة المدثر:
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ
{المدثر} كالمزمل، وقد ذكر.
قوله تعالى: {تستكثر} بالرفع على أنه حال، وبالجزم على أنه جواب أو بدل، وبالنصب على تقدير لتستكثر، والتقدير في جعله جوابا: إنك أن لا تمنن بعملك أو بعطيتك تزدد من الثواب لسلامة ذلك عن الإبطال بالمن على ما قال تعالى: {لا تبطلوا
صدقاتكم بالمن والأذى}.
قوله تعالى: {فإذا نقر} (إذا) ظرف، وفي العامل فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو ما دل عليه {فذلك} لأنه إشارة إلى النقر، و{يومئذ} بدل من إذا، وذلك مبتدأ، والخبر {يوم عسير} أي نقر يوم.
الثاني العامل فيه ما دل عليه {عسير}: أي تعسير، ولا يعمل فيه نفس {عسير} لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها.
والثالث يخرج على قول الأخفش، وهو أن يكون (إذا) مبتدأ، والخبر فذلك، والفاء زائدة،
فأما {يومئذ} فظرف لذلك، وقيل هو في موضع رفع بدل من ذلك، أو مبتدأ، و{يوم عسير} خبره، والجملة خبر ذلك، و{على} يتعلق بعسير أو هي نعت له، أو حال من الضمير الذي فيه، أو متعلق ب {يسير} أو لما دل عليه.
قوله تعالى: {ومن خلقت} هو مفعول معه أو معطوف، و{وحيدا} حال من التاء في خلقت، أو من الهاء المحذوفة، أو من {من} أو من الياء في ذرنى.
قوله تعالى: {لا تبقى} يجوز أن يكون حالا من {سقر}، والعامل فيها معنى التعظيم، وأن يكون مستأنفا: أي هي لا تبقى، و{لواحة} بالرفع: أي هي لواحة، وبالنصب مثل {لا تبقي}، أو حال من الضمير في أي الفعلين شئت.
قوله تعالى: {جنود ربك} هو مفعول يلزم تقديمه ليعود الضمير إلى مذكور، و{أدبر} ودبر لغتان، ويقرأ إذ وإذا.
قوله تعالى: {نذيرا} في نصبه أوجه: أحدها هو حال من الفاعل في قم في أول السورة.
والثانى من الضمير في {فأنذر} حال مؤكدة.
والثالث هو حال من الضمير في {إحدى}.
والرابع هو حال من نفس {إحدى}.
والخامس حال من {الكبر} أو من الضمير فيها.
والسادس حال من اسم إن.
والسابع أن {نذيرا} في معنى إنذار: أي فأنذر إنذارا أو إنها لإحدى الكبر لانذار البشر، وفي هذه الأقوال ما لا نرتضيه ولكن حكيناها.
والمختار أن يكون حالا مما دلت عليه الجملة تقديره: عظمت عليه نذيرا.
قوله تعالى: {لمن شاء} هو بدل بإعادة الجار.
قوله تعالى: {في جنات} يجوز أن يكون حالا من {أصحاب اليمين}، وأن يكون حالا من الضمير في {يتساءلون}
قوله تعالى: {لم نك من المصلين} هذه الجملة سدت مسد الفاعل، وهو جواب {ما سلككم}، و{معرضين} حال من الضمير في الجار، و{كأنهم} حال هي بدل من {معرضين} أو من الضمير فيه، و{مستنفرة} بالكسر نافرة، وبالفتح منفرة {فرت} حال، وقد معها مقدرة أو خبر آخر، و{منشرة} بالتشديد على التكثير، وبالتخفيف وسكون النون من أنشرت، إما بمعنى أمر بنشرها ومكن منه مثل ألحمتك عرض فلان، أو بمعنى منشورة مثل أحمدت الرجل: أو بمعنى أنشر الله الميت: أي أحياه، فكأنه أحيا ما فيها بذكره، والهاء في إنه للقرآن أو للوعيد.
قوله تعالى: {إلا أن يشاء الله} أي إلا وقت مشيئة الله عز وجل. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة المدثر:
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ

.[المدثر: الآيات 1- 7]:

{يا أيُّها الْمُدّثِّرُ (1) قُمْ فأنْذِرْ (2) وربّك فكبِّرْ (3) وثِيابك فطهِّرْ (4) والرُّجْز فاهْجُرْ (5) ولا تمْنُنْ تسْتكْثِرُ (6) ولِربِّك فاصْبِرْ (7)}
{يا أيُّها} حرف نداء ومنادى مبني على الضم في محل نصب وها حرف تنبيه و{الْمُدّثِّرُ} بدل من أي والجملة ابتدائية لا محل لها {قُمْ} أمر فاعله مستتر {فأنْذِرْ} أمر معطوف على {قم} وجملة {قم} ابتدائية أيضا لا محل لها. {وربّك} مفعول به مقدم {فكبِّرْ} الفاء واقعة في جواب شرط محذوف وأمر فاعله مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها. {وثِيابك} الوأو حرف عطف ومفعول به مقدم {فطهِّرْ} كإعراب {فكبر} {والرُّجْز فاهْجُرْ} معطوف على ما قبله. {ولا تمْنُنْ} الوأو حرف عطف ومضارع مجزوم بلا الناهية والجملة معطوفة على ما قبلها {تسْتكْثِرُ} مضارع فاعله مستتر والجملة حال.
{ولِربِّك} متعلقان بما بعدهما {فاصْبِرْ} سبق إعراب مثيلها.

.[المدثر: الآيات 8- 10]:

{فإِذا نُقِر فِي النّاقُورِ (8) فذلِك يوْمئِذٍ يوْمٌ عسِيرٌ (9) على الْكافِرِين غيْرُ يسِيرٍ (10)}.
{فإِذا} الفاء حرف استئناف (إذا) ظرفية شرطية غير جازمة {نُقِر} ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر و{فِي النّاقُورِ} متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة، {فذلِك} الفاء رابطة واسم الإشارة مبتدأ و{يوْمئِذٍ} بدل من اسم الإشارة و{يوْمٌ} خبر المبتدأ و{عسِيرٌ} صفة والجملة جواب شرط لا محل لها و{على الْكافِرِين} متعلقان بـ: {عسير} و{غيْرُ} صفة ثانية ليوم و{يسِيرٍ} مضاف إليه.

.[المدثر: الآيات 11- 12]:

{ذرْنِي ومنْ خلقْتُ وحِيدا (11) وجعلْتُ لهُ مالا ممْدُودا (12)}.
{ذرْنِي} أمر فاعله مستتر والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها. {ومنْ} معطوف على ياء المتكلم و{خلقْتُ} ماض وفاعله {وحِيدا} حال والجملة صلة لا محل لها {وجعلْتُ} ماض وفاعله و{لهُ} متعلقان بالفعل وهما في موضع المفعول الثاني و{مالا} مفعوله الأول {ممْدُودا} صفة والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[المدثر: الآيات 13- 15]:

{وبنِين شُهودا (13) ومهّدْتُ لهُ تمْهِيدا (14) ثُمّ يطْمعُ أنْ أزِيد (15)}.
{وبنِين} معطوف على {مالا} و{شُهودا} صفة. {ومهّدْتُ} ماض وفاعله و{لهُ} متعلقان بالفعل و{تمْهِيدا} مفعول مطلق والجملة معطوفة على ما قبلها. {ثُمّ} حرف عطف و{يطْمعُ} مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها {أنْ أزِيد} مضارع منصوب بأن فاعله مستتر والمصدر المؤول من أن والفعل منصوب بنزع الخافض.

.[المدثر: الآيات 16- 17]:

{كلاّ إِنّهُ كان لِآياتِنا عنِيدا (16) سأُرْهِقُهُ صعُودا (17)}.
{كلّا إِنّهُ} حرف ردع وزجر وإن واسمها و{كان} ماض ناقص اسمه مستتر و{لِآياتِنا} متعلقان بما بعدهما و{عنِيدا} خبر كان والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. {سأُرْهِقُهُ} السين للاستقبال ومضارع فاعله مستتر والهاء مفعول به أول و{صعُودا} مفعول به ثان والجملة مستأنفة لا محل لها.

.[المدثر: الآيات 18- 23]:

{إِنّهُ فكّر وقدّر (18) فقُتِل كيْف قدّر (19) ثُمّ قُتِل كيْف قدّر (20) ثُمّ نظر (21) ثُمّ عبس وبسر (22) ثُمّ أدْبر واسْتكْبر (23)}.
{إِنّهُ فكّر} إن واسمها وماض فاعله مستتر والجملة خبر إنه والجملة الاسمية تعليل {وقدّر} معطوف على {فكر} و{فقُتِل} ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر و{كيْف} اسم استفهام حال والجملة معطوفة على ما قبلها و{قدّر} ماض فاعله مستتر والآيات التي تليها معطوفة عليها إلى الآية 23.

.[المدثر: الآيات 24- 25]:

{فقال إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ يُؤْثرُ (24) إِنْ هذا إِلاّ قول الْبشرِ (25)}.
{فقال} الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها و{إِنْ هذا} إن نافية واسم الإشارة مبتدأ و{إِلّا} حرف حصر و{سِحْرٌ} خبر والجملة مقول القول و{يُؤْثرُ} مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة صفة {سحر} و(أن) نافية و{هذا} اسم الإشارة مبتدأ و{إِلّا} حرف حصر و{قول الْبشرِ} خبر مضاف إلى {البشر} والجملة تأكيد لسابقتها.

.[المدثر: الآيات 26- 30]:

{سأُصْلِيهِ سقر (26) وما أدْراك ما سقرُ (27) لا تُبْقِي ولا تذرُ (28) لواحةٌ لِلْبشرِ (29) عليْها تِسْعة عشر (30)}.
{سأُصْلِيهِ} السين للاستقبال ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر و{سقر} مفعول به ثان والجملة بدل من {سأرهقه} {و} الوأو حرف استئناف و(ما) اسم استفهام مبتدأ و{أدْراك} ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها {ما سقرُ} مبتدأ وخبره والجملة سدت مسد مفعول {أدراك} الثاني و{لا} نافية و{تُبْقِي} مضارع فاعله مستتر والجملة حالية و{لا تذرُ} معطوف على ما قبله و{لواحةٌ} خبر لمبتدأ محذوف و{لِلْبشرِ} متعلقان بما قبلهما والجملة حال ثانية و{عليْها} خبر مقدم و{تِسْعة} جزء من عدد مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر و{عشر} جزء من عدد مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب. والجملة مستأنفة لا محل لها.

.[المدثر: آية 31]:

{وما جعلْنا أصْحاب النّارِ إِلاّ ملائِكة وما جعلْنا عِدّتهُمْ إِلاّ فِتْنة لِلّذِين كفرُوا لِيسْتيْقِن الّذِين أوتُوا الْكِتاب ويزْداد الّذِين آمنُوا إِيمانا ولا يرْتاب الّذِين أوتُوا الْكِتاب والْمُؤْمِنُون ولِيقول الّذِين فِي قُلوبِهِمْ مرضٌ والْكافِرُون ما ذا أراد اللّهُ بِهذا مثلا كذلِك يُضِلُّ اللّهُ منْ يشاءُ ويهْدِي منْ يشاءُ وما يعْلمُ جُنُود ربِّك إِلاّ هو وما هِي إِلاّ ذِكْرى لِلْبشرِ (31)}.
{وما} الوأو حرف استئناف {ما} نافية و{جعلْنا} ماض وفاعله و{أصْحاب} مفعول به أول مضاف إلى {النّارِ} و{إِلّا} حرف حصر و{ملائِكة} مفعول به ثان والجملة مستأنفة لا محل لها. {وما جعلْنا} معطوف على ما قبله و{عِدّتهُمْ} مفعول به أول و{إِلّا} حرف حصر و{فِتْنة} مفعول به ثان على حذف مضاف تقديره سبب فتنة و{لِلّذِين} متعلقان بما قبلهما و{كفرُوا} ماض وفاعله والجملة صلة، و{لِيسْتيْقِن} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بجعلنا الثانية و{الّذِين} فاعل و{أوتُوا} ماض مبني للمجهول والوأو نائب فاعل و{الْكِتاب} مفعول به ثان والجملة صلة {ويزْداد} معطوف على {ليستيقن} و{الّذِين} فاعل و{آمنُوا} ماض وفاعله والجملة صلة الذين و{إِيمانا} مفعول به. {ولا يرْتاب الّذِين} الوأو حرف عطف و{لا} نافية ومضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها و{أوتُوا} ماض مبني للمجهول والوأو نائب فاعل و{الْكِتاب} مفعول به ثان {والْمُؤْمِنُون} معطوف على {الذين} والجملة صلة. {ولِيقول} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور معطوفان على {ليستيقن}.. و{الّذِين} فاعل و{فِي قُلوبِهِمْ} خبر مقدم و{مرضٌ} مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية صلة {الذين} {والْكافِرُون} معطوف على {الذين} و{ما ذا} اسم استفهام مفعول به مقدم و{أراد اللّهُ} ماض وفاعله والجملة مقول القول و{بِهذا} متعلقان بالفعل و{مثلا}: حال.
و{كذلِك} صفة مفعول مطلق محذوف و{يُضِلُّ اللّهُ} مضارع وفاعله و{من} مفعول به والجملة مستأنفة لا محل لها و{يشاءُ} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة {ويهْدِي منْ يشاءُ} معطوف على ما قبله {وما} الوأو حرف استئناف وما نافية و{يعْلمُ جُنُود ربِّك} مضارع ومفعوله المضاف إلى ربك و{إِلّا} حرف حصر و{هو} فاعل {يعلم} والجملة مستأنفة لا محل لها {و} الوأو حرف استئناف {وما} الوأو استئنافية وما نافية و{هِي} مبتدأ و{إِلّا} حرف حصر و{ذِكْرى لِلْبشرِ} خبر تعلق به الجار والمجرور بعده، والجملة مستأنفة لا محل لها.